قصتي مع ( أمل ) الفتاة الجامعية



هذه هي السنة الأولى لي في الجامعة ...
إنه يوم الاثنين ، الوقت حينها العاشرة والنصف ...
خرجت من قاعة الدراسة ... غادرتُ أسوار الجامعة ...
ارتقبتُ وصول الحافة لتقلني إلى بيتي ...
في الحافلة أبحث عن مقعد لأجلس فيه ...
مقتضة بالركاب .. وقع بصري على كرسي فارغ ...
جلستُ ...
فجأة !!! تتوقف الحافلة ...
تصعد فتاة ... تجلس بمقربة مني ...
بادرتني بالسؤال : ألست الذي تدرس معنا في القسم ؟!
قلت : بلى ..!!!
كنتُ حينها أحمل كتابا اقرأه في أوقات فراغي ...
وقع بصرها على عنوان الكتاب ...
ابتسامة خفيفة منها ... قالت : عنوانه جميل ... هلاَّ أعرتني إياه ؟؟؟
بكل سرور تفضلي ...
انتهى مشواري ... عدت أدراجي لبيتي ...
مضى على هذه الحادثة مايقارب شهر أو أقل منه ...
استوقفتني ذات يوم في أحد أروقة الجامعة : آسفة ... لم أنتهِ من الكتاب بعد ...
أجبتها : لا ضير ...
مرت الأيام ...
تكرر المشهد مرة أخرى ... حافلة ... زحمة ... مكان فاضي ...
تخلل هذا المشهد إرجاع الكتاب ...
بنفس الطريقة التي أُخِذَ مني ...!!!
ماهذا ؟؟!!
لحظة ...!!!
بين دُفَتيْ الكتابِ رسالةٌ ...!!!
قالت لي : تأملها ووافني بردِّكَ عليها ...
في طريقي إلى البيت ... الفضول يسيطر عليَّ ...
ماذا كُتِبَ ... ؟؟؟ !!! وما تريد مني ... ؟؟؟ !!!
كان الوقت الظهيرة ... تناولت غدائي وأنا في عجالة سريعة ...
أغلقت باب غرفتي ...
فتحت الرسالة ... !!! يا إلهي إنها طويلة جدا ...!!!
جلست على مكتبتي الصغيرة ...
الرسالة أمامي ..
أطلقت لكل قواي العقلية التفكير والتمعن في ما خطته أنامل تلك الفتاة ...
*** *** *** *** *** *** ***




اسمي ( أمل ) ولم أرَ الأمل قط أبدا ...
عشتُ طفولتي بين أبويَّ .. طفولة مدللة ... وحياة رغيدة ... وعيش سعيد ...
أنهيت دراستي الأساسية بسلام وتفوق وجدارة ...
ها أنذا أدرس بالثانوية ...
... ... ...
سامحكَ الله يا أبتاه ...
هداكِ الله يا أماه ...كثُرتْ النزاعات بينهما ... وزاد الشقاق بقوة أيضا ...
دام الحال هكذا مدة طويلة ... انتهى ( با... لــ .. فـ ... ــر ... ا ... ق ) ( كهذا كتبتها أمل )
بلا شك ولاريب كان الفراق قاصمة الظهر لي ...
اليوم أعيش مع أمي في بيت أنا وإياها ...
ليس الفراق هو ما أردت إخبارك به ... لا ... !!!
أبي إنسان منفتح على العالم ...
يضايقني كثيرا ...
حينما أذهب لزيارته يكرر عليَّ دائما ومرارا: أريدكِ مثلي
تعيشين حياة غربية ... تحمل في كفتيها الطابع الغربي والثقافة الغربية ...
أمي ... آه ... آه ... آه ...
لحظة ...
إنني أبكي الآن ..
أمي هي على نفس شاكلة أبي ...
إذا قمت بزيارة أبي وقد لبست جلبابي يسخر مني ...
يستهزأ بي .. يلومني ... يصفني بالمتحجرة ...
أتمنى في وقتها أن تمر الساعات بسرعة لكي أرجع لبيت أمي ...
في بيت أمي ... تؤنبني دائما ...
قنوات فاسدة تدعوني لمشاهدتها بداعي الثقافة والتحضر... طبعا ...!!!
تؤذيني في حجابي ولباسي المحتشم ... تقشعر منه
توفر لي كل سبل العيش الرغيد ... ( !!! )
تُصَرّح لي دائما : لك الحرية الكاملة والمُطْلقة ...
اذهبي ... اخرجي ... سافري ..
ابحثي عن رفيق حياتك ... تمتعي بعمرك ... فأنت في مقتبل العمر ..
صحيح أن مجتمعنا منفتح لأبعد الحدود . ولكن بئس هذا الانفتاح ...
كنت متفوقة في دراستي ...
سببت لي هذه الضغوطات التأخر وإحراز النتائج الممتازة ...
هاأنذا كما تعلم في عامي الجامعي الأول ...
ومازال السيناريو نفسه يلاحقني ...
تراودني نفسي أن أترك مستقبلي وأجلس في بيتي ...
انتظر ...
إنني أبكي الآن ...
*** *** *** ***
توسمت فيك الخير ... ولمحت على وجهك علامات الصلاح ...
لا أريد أن أزعجك ... وأعكر صفو حياتك ... وأدخلك معي في متاهات أنت في غنى عنها ...
فقط ... أشِرْ عليَّ ... وقدم لي النصيحة ...
في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ...
أختك أمل
الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ...،


النبيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق