لمياءُ بنت جارتنا (الجزء الأول )



لمياءُ بنت جارتنا
جمعتنا الطفولة وأيام الصبا
كانت أياما حلوةً ... رائعة جميلة ... مميزة تحمل في جَنَباتِها براءةَ الطفولة وصدقَ العاطفة وإخلاصَ المحبة
بدأتُ وبدأتْ معي أحداث قصتي مع لمياء
ليماء بنت جارتنا
كنا حينها في ربيعنا الثالث نلهو ونعلب أحيانا بفناء حديقة بيتهم ... وأحايين أخرى نضحك في أكناف سور بيتنا
تشاركني ألعابي أشاركها ألعابها
مرت السنون ... كبرنا وكبرت أحلامنا معنا
مازالتْ لي مخلصة ومازلتُ لها محبا ... في وقت لا نعرف فيه للحب والإخلاص معنى في شيء اسمه ميزان الطفولة .... براءة ارتسمت على محياها ....( طفولة )....
حان موعد الافتراق...
انخرطتْ في الدارسة وسلكتُ طريقي في الدراسة مثلها...
كنا نتقابل في الصباح الباكر تقف أمام بيتها منتظرة الحافلة لأخذها...
ويتكرر معي المشهد ذاته !!!
نتقابل مرة أخرى عند الانتهاء من الدراسة !!!
صرنا بالمتوسط الآن .. لحظة .. يا إلهي !!!!!!! الآن نحن في المرحلة الثانوية!
يتكرر المشهد ذاته معي ...؟؟؟
لقاء ... حافلة ... فراق
حافلة ... لقاء ... فراق
لم يستطع إحدانا إن يكلم الآخر طيلة هذه الحقبة من الزمن ؟؟؟!!!؟؟؟



أنهيت دراستي الثانوية بتفوق ، ولمياء مثلي
قررت في وقتها السفر للخارج للدراسة
رحلت ... غبت ... تغربت ...
أكملت دراستي الجامعية بتفوق ونجاح
عدت أدراجي إلى مسقط رأسي وعزي
البهجة والسرور على ملامح أهلي .. أبي ، أمي ، أختي
لم أمكث كثيرا ... تحصلت على وظيفة مرموقة
كعادتهن الأمهات ... ( اللهم احفظ أمهاتنا )
أرادت أن تفرح بي ... زواج
خطر ببالي أن أخطب من عشت معها أحلى أيامي وأسعد لياليَّ... ل م ي ا ء
جاء الرد قويا والرفض أقوى من أمي ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تبدأ مسيرة حزينة تقمصت أحداثها حواء ( ل م ي ا ء ) آه ثم آآآآآآآآآآآآآآآه
حواء لماذا أنت هكذا ؟؟؟؟؟
أمي والحسرة تعصر فؤادها : أنهت دراستها الثانوية وهي مازالت لمياء ياوبُنيَّ
حصل الانقلاب حينما التحقت بالجامعة ... هناك تغير حالها
تركت عباءتها المحتشمة ... استبدلتها بمايعرف ..... ؟؟؟
أظهرت مكامن جمالها دون حياء ...!!!
أدمنت على سماع الأغاني ومتابعة قنوات الفديو كليب أيما إدمان
تعود لبيت أهلها متأخرة ليلا ... السوق أصبح ديدنها ...
نسمع عنها أنباء مؤسفة ...
أحداث مؤلمة سردتها أمي ...
لم أصدق ولم يخطر ببالي أن بنتا قدوتها فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وعائشة الصديقة وقبلهما سمية وخديجة ... تتصف بهذه الصفات المشينة
تركت أمي وذهبت لمأواي ... كان الوقت حينها الواحدة ليلا ... فتحت شرفت غرفتي لأستنشق هواء علَّهُ يُهدّئ من روعي ومما أنا فيه
فجأة ...!!
تقف سيارة ... الصوت الصاخب ينتشر في أرجائها !!!
تخرج منها ... ؟؟؟ ... وتصعد بيتها
أغلقت نافذتي وأطفأت نور غرفتي وصليت وتري
دعوت ربي في صلاتي أن يردها إليه ردا جميلا ويحفظ بنات حواء من كل مكروه وسوء.

النبيل

ترقبوا الجزء الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق