عشت أيام دراستي في غربة جميلة ... تصفو أحيانا وتتعكر أحايين أخرى..
أنخت رحالي في عمارة كبيرة، يقطنها أجناس مختلفة ...
بالقرب من شقتي شقة لمجموعة من الصبايا الدارسات بالجامعة ...
ذات ليلة قمرية ، وهدوء ساكن ، ومنظر بأنجم خلابة ... وقفت على نافذتي الصغيرة المتواضعة، أتأمل ضوء القمر ، وأشم نسمات الهواء العطر ...
الهدوء يخيم على أرجاء الحارة ...
شدني ولفت انتباهي صوت المسجلة المنبعث من شقة الصبايا .. أسمع تمتمات فتاة ؟؟!!!
تملَّكني الفضول وسيطر علي ... اقتربت أكثر فأكثر من النافذة ... !!!
يا إلهي ...!! ماهذا ؟؟!!
إنها (حنين) لم أصدق ما أراه أمسح عيني وأغمضها مرات !!!
هل هي أم لا ؟ !!! تأكدت الآن إنها هي ...، زميلتي في الصف ...
لم أتقابل معها من ذي قبل ... كل مابيننا فقط نظرات وابتسامات ...
أحيانا آخذ منها مذكرات دراسة ومرات تأخذ هي مني بعض المقررات ...
لحظة صمت تخيم على أرجاء الغرفة ...
تتوجه (حنين) إلى المرآة ... حركت رأسها بدوران خفيف ...
أنسدل شعرها اللامع الطويل على أكتافها ...
جزء لابأس به من الشعر انطرح على صدرها ... كأنه عِقْدٌ قد خُصص لهذا الصدر ...
تلاعب بأصابعها أطراف شعرها ... مازالت متصلبة أمام المرآة ... تحدث نفسها بصوت خفيف وبنبرة رومانسية بعد أن ضمت يدها إلى صدرها (عفوا قلبها )...!!!
وأخذت نفسا عميقا يحمل في جنباته الارتياح والانشراح: يااااااااه إنه وقت طويل ... متى سيطلع الصباح ...
متى ستأتي الساعة العاشرة صباحا لكي أكحِّل عيني برؤيته ...
تنظر إلى عقارب الساعة ... تتمنى أن تمر ساعات الليل بسرعة ...
أخرجت من فهما هواء كثير ترك أثرا على المرآة ... كتبت بإصبعها عليه ( A )
... أنتظره بلهفة ...
هو ... نعم هو ... ملكني بأخلاقه ، بتعامله ، بنظراته ، بالابتسامة التي لا تفارق محياه... أحس برغبة قوية تجاهه ... يأسرني حينما أراه ... إحساسي أنني بحاجة إلى الجلوس بقربه لالالالا بجنبه لأبوح له حبي وبشعوري نحوه ... ( إحساس أتمناه) أتمنى أن يكون إحساسه كإحساسي ... ؟؟؟!!!
يأسرني حينما أراه ... وجدت ضالتي فيه ... حلو كلامهُ ... جميلة محاسنهُ ... هادئة طباعهُ ... أتعمق في بحر حبه ... في عاطفته الجياشة ...
سأراه غدا في مقاعد الدراسة ... بلا شك ستجمعني به نظرات متبادلة كالعادة ... وتتبع النظرات ابتسامات متوالية صادقة وجادة ...
لكنني سأبوح له بما يدور في مكنونات قلبي وبما يسيطر على كل جوانحي ...
وبما يجري في شرايين دمي ...
سأفصح بحبي له بكل صراحة قبل أن ينتشله قلبا آخر غير قلبي ...
ألقت بجسدها على سريرها وضمت إليها مخدة نومها وراحت في سبات عميق ، وفي انتظار يوم جديد ...
وسمته (حنين) بيوم الاعتراف بالحب ...
النبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق