هذيان مجنون في حديقة الحب



في الحديقة التي اعتدت أن أزورها بين فينة وأخرى في كل مساء جميل يسكن دواخلي الأشجار الجميلة
والورود الرائعة والأزهار ذات الروائح الندية ...

* * *
بين تلك الممرات أبصرته جالسا يتمتم بشفتيه حاولت الاقتراب منه همس أحدهم لا تقترب إنه يهذي هذيان المجانين ...
تجاهلت ذاك الصوت وإذا بي على يمينه أجلس ...

مازال يتمتم ممسكا بيده قلما باليا جف مداده ودفترا قديما حاولت استراق النظر وإذا بها كتابات لم أفهمها أشبه بالطلاسم السحرية ... !!!
مازال يتميم ..
ويتمتم ...
ويهذي ...
اقتربت أكثر سمعته يقول :

حينما كنا في تلك المدرسة ... يجمعنا طابور واحد ويضمنا صف واحد ... دراسة مختلطة ...
كنت وهي دوما بالقرب من بعض نتهامس نتضاحك ونلهو ونلعب ....
ألفة ...
صداقة ...
براءة ...
أصدر أوامره ذات صباح بتوقيفي بل فصلي بل طردي بعيدا عن أسوار المدرسة ...
استغربت وتعجبت وزدت حيرة ...
جئته متسائلا .. !!!
: لماذا ؟
قال : الحب ممنوع .
: عن أي حب تتكلم ... ؟!!
قال: أنت أعرف به .. ؟؟!
: خبرني علمني دعني أحاورك ... ؟؟!
بلهجة حادة : قُضِيَ الأمر لا جدوى للنقاش ... اذهب ... !!!
...
حزمت حقيبتي وودعت زملائي وأهديتها نظرة وداع أخيرة....
مرت سنون ...
* * *
جاءني مخبرٌ أن مدير تلك المدرسة :
واقع في هيام مع النائبة ... !!
ومتيم ومغرم بمدرِّسة ... !!!
ومغازل ومعاكس بشكل متقطع لمنظفة المدرسة ... !!!!
وأما نظراته للطالبات فحدث ولا حرج ... !!!!!
ارتسمت على محياي الابتسامة الساخرة وزادت الدهشة في مكنوناتي وزاد جنوني جنونا
بالأمس يتابعني ويؤنبني وفي نفس الوقت هو من يقع في الشيء ذاته !!
النبيل

هناك تعليق واحد: