في ذكرى الــغياب



بدأت شمس ذاك اليوم الأخير من شهر حزيران المنصرم بالإنخناس خلف تل ذاك الجبل التي طالما كانت تنظر له دوما ...
عند المغيب من خلف شباك حجرتها المطلة على الروابي الرائعة والجدول المائي المنساب بالقرب من بيتها ...
حينما بدأت الشمس بالمغيب وآذن الليل وسواده بالدخول ... اعتلت محياها وثغرها الباسم بسمة سحرية وشعور برغبة في الفرح بطريقتها المألوفة ...
أمام عينيها دولابها الخشبي المزركش انتقت منه أجمل ما لديها من لبس فاتن جذاب



كسته كيانها...
دثرته كنهها ...
لامسته دواخلها ...



ضوء الغرفة خافت ... الهدوء وعناق نسمات الريح...
تبدأ الحفلة ... تتراقص على أطراف أناملها ممسكة بيدها وسادتها الجميلة تدور في عمق وتسرح في أنس وتناجي في حب ...
استمرت طيلة الليلة تداعب الطيب وتلامس الروح وتأنس بذكرى الفقد
أنهكها التعب وغمرتها الفرحة حتى لم تجد نفسها إلا جسدا مرميا في فراشٍ قد ملأته زهورها لترتمي بأحضان سريرها وتعانق وسادتها
وتخلد في نوم وحلم هانئ جميل على أوتار لغة الفقد وسراب الحنين ...
تنظر إلى نفسها في مرآتها العاكسة التي ما تنفك عن محادثها في كل أماسيها وصباحياتها ...
حلّت ضفائر شعرها ونثرته على صدرها ...
أدوات المكياج بشتى صنوفها سرت ترسم في وجهها المنير لوحة فنية آخاذة فاتنة ...
لم تنسَ الروائح الزاكية التي تعطر بها جسدها في شعور هادئ
لم تترك شفتيها من لونها الأحمر المتعمق أو الروج ...
استكملت كل مستلزمات زينة ذاتها وكيانها
تبتسم وترسم ابتسامة عريضة في وجه المرآة ...
نظرة سريعة على الطاولة وبدأت في ترتيبها ...
شمعتان ..
وردتان ..
كأسان ...
ملعقتان ...
صنوف من الأكل ....


النبيل

هناك تعليق واحد: